بلغ المجتمع الغربي المعاصر درجة من الحضارة المادية لم تبلغها حضارة من قبل، ومع هذا فقد تمزقت أوصاله الاجتماعية وانهارت دعائمه الأسرية، ويرجع هذا إلى العديد من الأسباب على رأسها انتشار ظاهرة الزنا في ذلك المجتمع. ومن المؤسف حقا أن يمتد هذا الانهيار الاجتماعي إلى العديد من الدول الإسلامية التي لم تمتثل لكتاب الله تعالى ولم تستجب لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فخسرت دنياها وآخرتها. وللزنا مضار لا حصر لها، نذكر منها أنه سبب انتشار الأمراض الجنسية الخبيثة، ويكفي تأييداً لقولنا هذا أن نشير إلى أنه يموت في فرنسا ثلاثون ألف نسمة بالأمراض النفسية، وبأن أميركا خصصت لمعالجة الأمراض الجنسية ستمائة وخمسين مستشفى... هذا بعض ما تقوم به الدول لمكافحة الزنا ولمعالجة آثاره، أما الشريعة الإسلامية. فقد تطرقت لهذا الموضوع منذ آلاف السنين واضعة التدابير الوقائية التي ترشد الإنسان وتقيه من هذه الفاحشة الخطرة. وفي هذه الدراسة المعنونة بـ""""التدابير الواقية من الزنا في الفقه الإسلامي"""" يعالج الباحث """"فضل إلهي"""" كافة الجوانب المتصلة بموضوع الزنا، ولهذا فقد اقتضت دراسته هذه التطرق إلى معالجة الجانب الاجتماعي من حيث ترشيد الإسلام لغريزة الجنس بالنكاح، وخلق المناخ الإسلامي النقي الطاهر، والإرشاد إلى الآداب الإسلامية التي يجب أن تتبعها المرأة في البيت أو في الخارج، وأن يتبعها الرجل بدوره، إشاعة لهذا المناخ النفسي، فذكر كيف حل الإسلام مشكلة الزواج الذي لا تسوده المحبة والمودة، فيسر إنهاء الرابطة الزوجية بالطلاق وبالتفريق للعيوب وبالخلع، حتى لا يتحول الزواج إذا فشل إلى وسيلة للزنا. وعالج أيضاً الجانب الصحي، فذكر ما يترتب على الزنا من انتشار للأمراض الجنسية وضعف للبنية وتسبب في الوفاة. وعالج الجانب البشري، فأثبت كيف أن الزنا من شأنه أن يخفض معدل زيادة السكان، ويؤدي إلى خراب الأمم التي تيسر سبيله وتقوض دعائمه. وبشكل عام تنقسم الرسالة إلى أبواب أربعة، يشتمل كل منها على الموضوعات الآتية: الباب الأول: وعنوانه """"شناعة الزنا والآثار المترتبة عليه"""" ويتكون من فصلين: الفصل الأول: عن تحريم الزنا في الأديان السماوية الثلاثة. الفصل الثاني: عن الآثار المترتبة على الزنا من حيث انتشار الأمراض الجنسية، وضعف الصحة، وكثرة الجرائم، وتشتيت الحياة العائلية، وانخفاض نسبة المواليد. الباب الثاني: وعنوانه """"ترشيد غريزة الجنس بالنكاح"""" وتتكون من ثلاثة فصول: الفصل الأول: عن ترغيب الإسلام في النكاح، والنهي عن التبتل. الفصل الثاني: عن إزالة العوائق التي تعترض سبيل النكاح سواء ما تعلق منها بالفقر الحقيقي، أم تعلق بالفقر المصطنع. الفصل الثالث: عن تدابير إشاعة المحبة والمودة في الحياة العائلية، سواءً ما تعلق منها بما قبل الزواج، أو بعده. الباب الثالث: وعنوانه """"رسم الطريق السوي للنكاح"""" ويتكون من فصول ثلاثة: الفصل الأول: عن الآ>اب التي تفرق بين النكاح والسفاح. وتتمثل في الإعلان في النكاح، واشتراط الولي، وتحريم صور النكاح المشابهة للسفاح. الفصل الثاني: عن الضمانات المتعلقة بالزوجة للحيلولة بينها وبين الفاحشة. وتتناول غياب الزوج مدة غير محدودة، وحكم زوجة المفقود، وتحديد مدة الطلاق، وتحديد مدة الإيلاء، وتشريع حكم الظهار. الفصل الثالث: عن التدابير التي تحول دون أن يكون الزواج سبباً للفاحشة. ويشمل الآداب التي تجب مراعاتها في الزواج، وتيسير إنهاء الرابطة الزوجية، وإباحة الزواج بامرأة أخرى. الباب الرابع: وعنوانه """"العمل على تهيئة المناخ الإسلامي"""" ويتكون من فصلين: الفصل الأول: عن التدابير العامة، وتشمل: ترسيخ الإيمان، والتكافل الاجتماعي، وتحريم المسكرات، والغناء والمعازف، وإقامة الحدود، والعلانية في إقامتها، وحد القذف، والصوم. الفصل الثاني: عن التدابير المتعلقة بالمرأة وتشكل"""" القرار بالبيت، كما تشمل الآداب التي تجب مراعاتها إذا غادرت المنزل، وما يجب على الرجال اتباعه من آداب حال خروج المرأة من البيت.
Beoordeel
Uw naam:Uw beoordeling: Note: HTML-code wordt niet vertaald!
Oordeel: Slecht Goed
Voer onderstaande code in: