إن تفسير العلامة الشوكاني المسمى فتح القدير الجامع بين فني الدراية والرواية من علم التفسير من خير ما أنتجته قرائح العباقرة في بيان معاني الكتاب العزيز، فإن مؤلفه – رحمة الله عليه ومغفرته ورضوانه – كان من خيار حملة العلم المتين، علم الدين القويم، فقد جمع بين العلم بالكتاب المبين، والبصيرة في سنة النبي الأمين، والفقه في الشريعة وأحكام الدين، وأتقن فروع الفقه وأصوله، واللغة وعلومها، ومارس الفتيا والقضاء، مع اتباع لمنهج السلف الصالح في العمل والاعتقاد. جمع هذا مع روح وثابة، وحماس قل نظيره، في النصح لقومه أهل اليمن وللمسلمين، ودعوتهم إلى الحق. وقد أردت خدمة الكتاب العزيز باختصار تفسيره هذا، لتقريب النفع به لعامة المسلمين، فاختصرته على قول واحد في تفسير الآية غالبا، هو أولى الأقوال بالصحة، وأقربها إلى المعنى المتبادر من الآية دون تكلف، وتجاوزت التحليل اللغوي، فذكرت مباشرة المعنى الذي تؤول إليه الآية، واقتصرت عند اختلاف القراءات على التفسير الموافق لقراءة حفص، وأخذت من قسم الدراية، دون قسم الرواية، إذ كان الشوكاني رحمه الله يدخل في قسم الدراية حاصل معنى المرويات التي يجمعها في آخر بحثه، ولكن ذكرت قليلا من المرويات مما رأيت له ميزة خاصة في جلاء معنى الآية. وحرصا على تعميم الاستفادة منه، وتقريب النفع به لغير المختصين، تجنبت – قدر الطاقة – التعبيرات الاصطلاحية اللغوية والمنطقية، وغيرها من الإصطلاحات الفنية، وربما زدت على كلام الأصل – بين معقوفين غالبا – ما رأيت الحاجة ماسة لذكره، وجزى الله خيرا أخا ينبهي إلى خطأ إن وجده في هذا المختصر، وأخا ينتفع بما فيه من الصواب، فيدعو لي من وراء الغيب دعوة خير.
Boek | |
ISBN | 9789957477202 |
Beoordeel
Uw naam:Uw beoordeling: Note: HTML-code wordt niet vertaald!
Oordeel: Slecht Goed
Voer onderstaande code in: